هو وهي

انتقي الكريم المناسب للوقاية من الشمس

 

تشعرين بالحيرة عندما تقفين أمام أصناف الكريمات الواقية من أشعة الشمس الكثيرة؟ بدأنا نلاحظ أخيراً تغييرات في الماركات التي تظهر على رفوف المتاجر، كما أوصت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية.

يتركّز التغيير الأكبر على المصطلحات المستخدَمة، فما عاد بالإمكان تصنيف الكريم كحاجب لأشعة الشمس، بل واقٍ من أشعة الشمس. كذلك ما عاد يُسمح باستعمال عبارات مثل (مقاوم للعرق) أو (مقاوم للماء)، لأن إدارة الأغذية والأدوية تعتبر أن تصنيفات مماثلة ليست دقيقة. لذلك صار من الضروري اليوم تحديد أن هذا الكريم مقاوم للماء مدة 40 إلى 80 دقيقة فقط، في حال اجتاز اختبار وكالة الأغذية والأدوية.
 
لكن المصطلحات الأهم تمحورت حول ما تحجبه هذه الكريمات. ليتمكن المنتج من الادعاء أنه يقي من حروق الشمس، عليه أن يجتاز أولاً اختبار عامل الحماية من أشعة الشمس (SPF) الذي يُظهر المدة التي يقي خلالها الكريم البشرة من الأشعة ما فوق البنفسجية B المسببة للحروق. ويتراوح مستوى هذا العامل بين 2 وما يفوق السبعين، وكلما ارتفع الرقم، ازدادت فاعلية الكريم. أما ليتمكن الكريم من الادعاء أنه يحمي من سرطان الجلد، فينبغي أن يجتاز اختبار “الطيف الواسع” (broad-spectrum) الذي يُظهر ما إذا كان المنتج يقي البشرة من الأشعة ما فوق البنفسجية A التي تساهم في الإصابة بمرض السرطان وشيخوخة البشرة المبكرة، فضلاً عن الأشعة ما فوق البنفسجية B.
 
إذاً، علامَ يجب أن تركّزي عندما تقررين شراء كريم واقٍ من أشعة الشمس؟ اختاري كريماً واسع الطيف يكون معدل عامل الحماية من أشعة الشمس فيه 30 أو أعلى، حسبما ينصح الدكتور كينث أرندت، طبيب جلد وبروفسور في كلية الطب في جامعة هارفارد. يضيف أرندت: (ضعي كريم الوقاية من أشعة الشمس قبل الخروج من المنزل. استخدمي مقدار قدح صغير لتغطي كامل جسمك. كرري هذه العملية كل ساعتين أو أقل إن كنت تسبحين أو تتعرقين كثيراً). كذلك ارتدي ملابس واقية، مثل قبعة عريضة تغطي أذنيك والجهة الخلفية من عنقك، وتفادي التعرض بإفراط للشمس بين العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر.
ضرورة الوقاية
 
تكمن أهمية استعمال كريمات الوقاية من الشمس في أن جميعنا معرضون للإصابة بسرطان الجلد، لذا من المفيد أن يخضع الجميع لتقييم المخاطر الأساسية على يد اختصاصي الجلد الذي سيصف الكريم المناسب. يمكن أن يوفر التقييم تفسيراً أوضح عن خطر الإصابة بسرطان الجلد. كذلك يستطيع تحديد الفترة الفاصلة بين زيارات اختصاصي الجلد للمراجعة.
 
ثمة ثلاثة أنواع أساسية من سرطان الجلد: الورم الميلانيني، وسرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية. سرطان الخلايا القاعدية هو نوع السرطان الأكثر شيوعاً في العالم. ويأتي سرطان الخلايا الحرشفية في المرتبة الثانية. صحيح أن الورم الميلانيني أقل شيوعاً من النوعين الآخرين، لكنه النوع الأخطر من سرطان الجلد وقد يصعب معالجته ما لم يتم رصده في مرحلة مبكرة.
لا يسبب بعض أنواع سرطان الجلد عوارض واضحة. المؤشر الوحيد الذي يدل على وجود سرطان جلدي عند الناس هو نتوء جديد على الجلد أو تغيّر جلدي معين. في بعض الحالات، قد يكون سرطان الجلد مؤلماً عند لمسه أو قد ينزف عند أدنى احتكاك.
بسبب قلة العوارض، تصبح الفحوصات الدورية عند اختصاصي الجلد أمراً بالغ الأهمية للكشف المبكر عن سرطان الجلد، إذ يسهل معالجة المرض في هذه المرحلة. يبرز دور تقييم المخاطر الأساسية في هذه الفترة تحديداً. أفضل ما يمكن فعله هو الخضوع لهذا الفحص مع اقتراب نهاية سن البلوغ، أي في أواخر سنوات المراهقة تقريباً. خلال ذلك التقييم، يفحص اختصاصي الجلد البشرة ويراجع عوامل خطر الإصابة بسرطان الجلد في حالتك. استناداً إلى نسبة الخطر، تحصل على توصيات حول مواعيد المتابعة الطبية المناسبة.
 
نوع البشرة
يؤدي نوع البشرة دوراً في تحديد معدل خطر الإصابة بسرطان الجلد. يكون أصحاب البشرة الفاتحة التي تحترق بسهولة معرضين لخطر أكبر. لكن يجب ألا ننسى أن أصحاب البشرة الداكنة قد يصابون بسرطان الجلد أيضاً. عدم احتراق البشرة في العادة لا يضمن تجنب الإصابة بسرطان الجلد.
 
لمكان الإقامة تأثير أيضاً. يكون التعرض للأشعة فوق البنفسجية في الشمس عامل خطر للإصابة بسرطان الجلد. كلما اقترب مكان الإقامة من خط الاستواء، تشتد قوة الأشعة فوق البنفسجية. على سبيل المثال، قد يكون الشخص المقيم في فلوريدا أكثر عرضة لسرطان الجلد ممن يقيم في ماين بسبب موقع الإقامة فقط. كذلك، تكون الأشعة فوق البنفسجية أقوى على المرتفعات. يعني ذلك تراجع خطر الإصابة بالسرطان عند الأشخاص الذين يعيشون على مستوى البحر مقارنةً بمن يقيمون في الجبال.
 
تؤثر نسبة التعرض للشمس على معدل الخطر أيضاً. تبرز أدلة على أن الأشخاص الذين يتعرضون لحروق شمس حادة في مناسبات متعددة من طفولتهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالورم الميلانيني. كذلك، تتزايد الأدلة على أن التعرض للشمس في سن الرشد ينعكس على الحالة أيضاً. لذا يجب أن يتخذ كل شخص خطوات مناسبة لحماية نفسه من الشمس، مثل استعمال الواقي الشمسي بانتظام، وتجنب الشمس في منتصف النهار، وارتداء ملابس واقية وقبعة كبيرة.
 
أخيراً، تؤدي العوامل الوراثية دوراً مهماً. في حال وجود تاريخ عائلي من مرض سرطان الجلد، يكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به مقارنةً بغيرهم. خلال تقييم المخاطر الأساسية، يطرح اختصاصي الجلد أسئلة عن التاريخ العائلي لتحديد نسبة الخطر. بالتالي، قد ترغب في معرفة المزيد عن تاريخ سرطان الجلد في عائلتك قبل أخذ موعد مع الطبيب.
 
يساهم هذا التقييم في تحديد مواعيد زيارة اختصاصي الجلد. يحتاج بعض الأشخاص الأكثر عرضة لسرطان الجلد إلى رؤية الطبيب كل ثلاثة أو ستة أشهر. أما الأشخاص الأقل عرضة للمرض، فقد يحتاجون إلى مراجعة الطبيب كل بضع سنوات. تتوقف الفترة الفاصلة بين الزيارات على وضع كل فرد. بعد تقييم الحالة، من الأفضل التحدث مع اختصاصي الجلد عن أفضل جدول مواعيد يناسبك استناداً إلى عوامل خطر الإصابة بسرطان الجلد في حالتك.
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى