هو وهي
كيف تواجهين المتحرش؟
يا ترى كم من النساء لم تطلهنّ يد معتد أثيم، أو تلوث سمعهنّ كلمات كريهة من عديمي الأخلاق؟ لقد تفشّى مؤخراً فيروس بغيض يُدْعَى التحرش، فأصبحت رحلة كل امرأة تضطر للنزول إلى الشارع مغامرة غير مأمونة العواقب، تتلفت يميناً ويساراً في كل خطوة لا تعرف من أين ستأتيها الصفعة، فلا تعرف كيف ترد المعتدي، أو كيف توقفه؟!
ولا تنتهي المأساة عند هذا الحد، فلقد حملها المجتمع مسئولية ما تتعرض له من اعتداء، بل وصورها على أنها الجاني الحقيقي، وأقرت هي بدورها تلك المسئولية ووجهت أصابع الاتهام إلى غيرها من النساء، وصارت تتعرض للاعتداء وتصمت، لأن بداخلها ذاك الصوت يخبرها أنها السبب فلتتحمل ذنبها وتصمت.
والحقيقة تقول أن أول شيء عليكِ فعله لتحمي نفسك من التحرش هو أن تُخْرِسي ذلك الصوت، فماذا أيضاً قد يمنعك من حماية نفسك؟
o كما قلنا، إحساسك الداخلي بالذنب وعدم الثقة بالنفس يجعلك فريسة سهلة، فيرى فيك المعتدي صيداً سهلاً لن يسبب له المشاكل، وسينجو بسهولة بما فعله.
o الخوف والقلق من إبداء أي ردة فعل، أو الخوف من النتائج التي قد تترتب على مقاومتك لهذا الاعتداء.
o الخجل من التصريح بأن أحدهم يحاول التحرش بك.
o اعتقادك بأنك لن تتلقي أي مساعدة ممن حولك ضد هذا المعتدي.
فإذا أردت مواجهة المعتدي، عليك أن تتخلصي فورا من كل تلك المعوقات، فلا شيء قد يحدث أسواء من أن تستسلمي للتحرش دون المحاولة حتى أن تدافعي عن نفسك.
فماذا يمكنك فعله لمواجهة المتحرش، ومنعه من التمادي في اعتدائه؟
o هناك بعض المتحرشين لا يفضل الاشتباك معهم، كالذي يعاكس ببعض الكلمات عن بعد، يستحسن تجاهل هذا النوع وعدم إعارته أي اهتمام.
o هناك نوع آخر يبدأ بجس النبض، ويكفيكِ للتعامل مع هذا النوع أن ترفضي ما يقوم به بلغة جسد بالغة الحزم، كأن ترمقيه بنظرة حادة أو أن تطلبي منه بلهجة حازمة غير محتدة أو عصبية على سبيل المثال أن يفسح قليلاً أو أن يبعد يديه.
o هناك من سيتمادى إذا علقت على وضعه الذي يضايقك، حافظي تماماً على هدوئك، وأصري على طلبك دون أي اعتذار أو تبرير، باستخدام كلمات مختصرة ومباشرة.
o لاحظي ألّا تدخلي في حوار مع المعتدي أو تردي على أسئلته أو تهديداته، ولا تحاولي الشرح أو القسم، لأن هذا سيفسح مجالاً للأخذ والرد وللتقييم ممن حولكم، فأوقفي ذلك تماماً بثباتك على موقفك دون أدنى توتر أو عصبية.
o كوني محددة بتوجيه كلماتك إلى شخص بعينه -الشخص الذي تعدى عليك- وقرري غلق باب المناقشة عند انتهاء كلامك، ولا توجهي إهانات شخصية حتى لا يتسبب ذلك في دفع بعض المعتدين من التطاول عليك، ولتكن كل كلماتك موجهة ضد الموقف أو التصرف، بأن تقولي مثلاً "توقف عن فعل كذا، أو إن فعلك كذا شيء مشين وغير مهذب".
o إذا وجدت تمادي من المعتدي أو أي رد فعل عنيف من قبله، فلا تترددي أن تطلبي المساعدة ممن حولك فوراً. ولا تستهيني بهذه الخطوة فبالتأكيد سيكون هناك على الأقل شخص واحد يقدم المساعدة وهذا سيفي بالغرض.
o يمكنك الاستعانة أيضاً ببعض وسائل الدفاع عن النفس، كالصاعق الكهربي أو رذاذ الفلفل، أو حتى باستخدام دبوس صغير.
o وسنتوجك بطلةً إذا استطعتِ الوصول بهذا المتحرش إلى أحد أقسام الشرطة وحررت ضده محضراً بمعاونة من حضر الحادث وقرر أن يساعد في إعادة الحقوق لأصحابها.
o واحرصي كذلك على قدر المستطاع على عدم التواجد وحدك في الأماكن الخالية من الناس أو الأماكن شديدة الازدحام، وحافظي دائما على مسافة مناسبة بينك وبين الآخرين سواء زملائك في العمل أو مرتادي المواصلات، ويمكنك في بعض الأحيان عمل فواصل بالحقيبة أو الكتاب أو ما شابه بينك وبين من يجلس بجوارك.
وفي النهاية، كلما أظهرت الهدوء وسيطرت على انفعالاتك حتى وإن كان تمثيلاً، كلما أضعف من المعتدي وأرهبه، واستعيني على ذلك بتمثيل مواقف مشابهة مع أحد إخوتك أو أصدقائك لتمرني نفسك على مثل تلك الأحداث فلا تقعي فريسة الصدمة