صحة

ماذا تعرفين عن الاضطرابات النفسجسمية؟

 

هل سمعتِ يوما عن الاضطرابات النفسجسمية أو السيكوسوماتية؟
 
وهل تعانين منها دون أن تدري؟

 
لا شك أن كل إنسان معرض للإصابة بالاضطرابات الجسدية المتعددة والآلام الحادة -غير المبررة أحيانا- في مراحل عمره المختلفة، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه ليس كل الاضطرابات التى تصيبهم هى بالضرورة ناتجة عن خلل عضوى بصفة رئيسية. بل أحيانا يكون للمرض أبعاد أخرى مجهولة المصدر لدى الإنسان, وهنا يكون اللجوء إلى الأدوية الكيماوية للحد من الآلام في حالات كثيرة لا يكون إلا بمثابة المسكن الذي يلهي الإنسان عن حقيقة الألم وليس العلاج الملائم للألم نفسه. لذلك نحتاج إلى فهم حقيقة وأصل كثير من الأمراض التي نعاني منها في حياتنا اليومية. الاضطرابات السيكوسوماتية مصطلح الاضطرابات السيكوسوماتية يطلق على الأمراض التى تصيب الإنسان لا بسبب أى خلل عضوى ولكن لأسباب أو عوامل نفسية. وقد يندهش البعض حين يعلم أن ما يقرب من 80% من الذين يشتكون من آلام متعددة ويذهبون إلى الطبيب بشكل متكرر بحثا عن العلاج هم في الحقيقة يعانون من اضطرابات نفسية لا عضوية.
 
إن الإنسان اليوم في صراع دائم مع نفسه ومع الزمن، يتخبط في متاهات الحيرة والقلق والضياع، يحاول اللحاق بركب التطور في هذا العالم المعقد الحركة والسريع التغيير، يسعى إلى التوازن في بيئة مضطربة والنجاح في جو متوتر، فزادت حدة الضغوطات تدريجيا على عاتقه وارتفعت معدلات الاختلال النفسي, مما جعله عرضة للإصابة بألوان شتى من الاضطرابات النفسية, والتي سببت بدورها خللًا بدنيًا لدى الإنسان لتبدأ الشكوى من أمراض عدة والآم متفرقة لا يجد الإنسان لها مبررًا واضحًا.
 
ومن أكثر الاضطرابات السيكوسوماتية انتشارًا: الصداع النصفي، والطفح الجلدي، والربو الشعبي، وقرح المعدة والاثنى عشر، والتهاب القولون، واضطرابات المعدة، واضطرابات الجهاز التنفسي، وضغط الدم، والتهاب المفاصل، وعصاب القلب، وتساقط الشعر وغيرها من الاضطرابات.
 
الخلل الجزئي هو بداية خلل كلي
 
إن نوعية حياة الفرد بما تشتمل عليه من جوانب صحية ونفسية وعقلية وعاطفية وجسدية وروحية تمكنه من الحصول إما على حياة متوازنة مستقرة أو مختلة. فلو شبهنا حياة الإنسان بالسيارة فسنرى كيف يمكن أن يختل توازن السيارة بمجرد إصابة إحدى عجلاتها بخلل ما, لتؤثر تدريجيا على حركة السيارة ككل. وكذلك الانسان لو حدث خلل في أحد جوانب حياته سيؤثر بالتدريج على حياته ككل – خاصة الصحة النفسية- لينتهى به الأمر إلى الإصابة باضطرابات نفسية والدخول في متاهات من العلاج، والتي من شأنها أن تعيق الإنسان عن المضي قدما في إدارة مجالات الحياة الأخرى بالكفاءة نفسها.
 
المصالحة مع النفس والطمأنينة هي أولى مراحل العلاج
 
هذه النفس المتألمة تحتاج إلى مصالحة ورعاية خاصة لا إلى مسكنات مؤقتة. فالعلاج بالمسكنات لن يغير من النفس شيئا ولن يغني عن العلاج النفسي المتعمق في جذور المشكلة لإيجاد حلول مثمرة تتيح السبيل إلى التصالح مع النفس والوصول بالفرد إلى حالة من الرضا الداخلي والتوافق النفسي والاتزان الصحي. كما أن الرضا هو سمة المؤمن القوي ذي النفس المطمئنة, الراضية بقضاء الله الواثقة بحكمته. فالرضا والطمأنينة هما مفتاحا التوازن في هذه الحياة، والتوازن هو مفتاح الصحة النفسية، كما قال المولى عز وجل "أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28)
 
فلو طبقنا هذا المنهج الرباني في التعامل مع أزمات الحياة المتتابعة لحدثت المعجزة، ليجد الانسان بعد العسر يسرا وبعد القلق سكينة وبعد الخوف طمأنينة، ولوجد السبيل إلى الوقاية من أزمات نفسية لا حصر لها ليصل إلى الحالة المنشودة من السواء النفسي.
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى