هو وهي

منع الحمل… اختاري الوسائل الطويلة المفعول

 

وجدت دراسة معنية بتقييم وسائل منع الحمل اختلافات جذرية في ما يخص فاعلية مختلف الوسائل. تبين أن المرأة التي تستعمل الوسائل القصيرة الأمد مثل الحبوب أو لصقات منع الحمل أو الحلقات المهبلية تكون أكثر عرضة بعشرين مرة للحمل بشكل غير مقصود مقارنةً بتلك التي تستعمل أشكالاً لها مفعول أطول مثل اللولب الواقي داخل الرحم أو الوسائل الهرمونية المزروعة.

حبوب منع الحمل الوسيلة الأكثر شيوعاً حول العالم، لكن تتوقف فاعليتها على المرأة إذا تذكرت تناول الحبة يومياً وإذا كانت تستطيع الحصول على كميات متجددة من الحبوب.
 
في دراسة أجراها باحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس ونشرت في مجلة (نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين) في عام 2012، تبين أن حبوب منع الحمل وغيرها من وسائل قصيرة الأمد مثل اللصقة أو الحلقة المهبلية تكون غير موثوقة بالنسبة إلى الشابات.
 
في ما يخص الفتيات في الولايات المتحدة الأميركية تحت عمر الواحد والعشرين ممن يستعملن حبوب منع الحمل أو اللصقات أو الحلقات، كان خطر الحمل غير المقصود يساوي تقريباً ضعف الخطر عند النساء الأكبر سناً. تشير هذه النتيجة إلى أن زيادة استعمال وسائل منع الحمل الطويلة المفعول عند فئة المراهقات قد تمنع عدداً إضافياً من حالات الحمل غير المخطط لها.
 
يقول أحد معدّي الدراسة، جيفري بيبرت، أستاذ في طب التوليد والنساء: (هذه الدراسة هي أفضل دليل لدينا على أن الوسائل الطويلة المفعول تتفوق على حبوب منع الحمل واللصقات والحلقات. يكون اللولب الواقي داخل الرحم أو الوسائل الهرمونية المزروعة أكثر فاعلية لأن المرأة يمكن أن تنسى أمرها بعد أن يزرعها الأطباء في مكانها).
 
قلة الفاعلية
تُعتبر حالات الحمل غير المقصود مشكلة كبرى في الولايات المتحدة. تبين أن ثلاثة ملايين حالة حمل في السنة (أي 50% من مجموع الحالات) تكون غير مقصودة. يبقى معدل الحمل غير المقصود في الولايات المتحدة أعلى بكثير مما هو عليه في الدول المتقدمة الأخرى، وقد أثبتت دراسات سابقة أن نصف تلك الحالات تقريباً تنجم عن قلة فاعلية وسائل منع الحمل.
 
يتم دس اللولب الواقي داخل الرحم من جانب طبيب مختص في مجال الرعاية الصحية. تم التصديق على استعمال اللولب الهرموني منذ خمس سنوات ويمكن استعمال هذا الجهاز الذي يحتوي على النحاس لمدة تصل إلى 10 سنوات. يتم دس الوسائل الهرمونية المزروعة تحت جلد الجزء الأعلى من الذراع وهي تبقى فاعلة طوال ثلاث سنوات. لكن لا يستطيع بعض النساء تحمّل تكاليف هذه الوسائل الباهظة التي يمكن أن تفوق قيمتها الـ500 دولار.
 
يقول بروك وينر، طبيب يعمل منذ أربع سنوات في مستشفى بارنز (سانت لويس، ميسوري) ومدير الدراسة الرئيس: (نعرف أن معدلات فشل اللولب داخل الرحم والوسائل الهرمونية المزروعة منخفضة جداً، بنسبة تقلّ عن 1%. قد يكون اللولب داخل الرحم فاعلاً جداً وقد ثبت أنه آمن بالنسبة إلى النساء والمراهقات، لكن تختاره 5،5% فقط من النساء اللواتي يستعملن وسائل منع الحمل في الولايات المتحدة).
 
طلبت دراسات سابقة حول وسائل منع الحمل من مجموعة نساء أن يذكرن وسائل منع الحمل التي يستعمِلْنَها وعدد حالات الحمل المسجلة. في هذه الدراسة، أراد المحققون التأكد من صحة تراجع حالات الحمل غير المقصود في حال توافر توعية للنساء حول فاعلية مختلف خيارات منع الحمل ومنحهنّ فرصة اختيار الوسيلة من دون التفكير بالكلفة. مُنحت وسائل منع الحمل إلى النساء مجاناً.
 
شملت الدراسة أكثر من 7500 امرأة تسجّلن في (مشروع اختيار وسائل منع الحمل). تراوح سن المشاركات بين 14 و45 سنة ممن كنّ معرضات للحمل غير المقصود. كان بعضهن يستعمل وسائل منع الحمل وأرادت مجموعة أخرى تغيير الوسائل التي تستعملها. أكدت كل امرأة أيضاً أنها لا تريد أن تحمل خلال السنة المقبلة.
 
كان يمكن أن تختار المشاركات في التقرير بين وسائل منع الحمل التالية: اللولب الواقي داخل الرحم، الوسائل الهرمونية المزروعة، حبوب منع الحمل، اللصقات، الحلقات المهبلية، حقن منع الحمل.استعلمت النساء عن وسائل منع الحمل، لا سيما فاعليتها وآثارها الجانبية ومخاطرها ومنافعها. سُمح للمشاركات بوقف الوسائل أو استبدالها بقدر ما يرغبن خلال الدراسة.
 
أجرى المحققون مقابلات مع المشاركات عبر الهاتف في الشهر الثالث والسادس ثم كل ستة أشهر خلال الفترة المتبقية من الدراسة. خلال كل مقابلة، سُئلت المشارِكات عن انتظام الدورة الشهرية وحالات الحمل المحتملة.
 
طُلب من كل مشتركة تظن أنها قد تكون حاملاً المجيء لإجراء اختبار حمل. سُئلت الحوامل عما إذا كان الحمل مقصوداً وعن نوع وسائل منع الحمل المستعملة (إذا وُجدت) في وقت الحمل.خلال الدراسة التي دامت ثلاث سنوات، حملت 334 امرأة. من بينهن، نجمت 156 حالة حمل عن قلة فاعلية وسائل منع الحمل. في المحصّلة، فشلت وسائل منع الحمل التي استعملتها 133 امرأة (4،55%) ممن يستعملن الحبوب أو اللصقات أو الحلقات مقارنةً بـ21 امرأة (0،27%) من النساء اللواتي يستعملن اللولب الواقي داخل الرحم أو الوسائل الهرمونية المزروعة.
 
يقول وينر: (هذه الدراسة مهمة جداً لأنها تثبت أن 75% من النساء تقريباً يختَرْن اللولب الواقي داخل الرحم أو الوسائل الهرمونية المزروعة لمنع الحمل عند توافرها مجاناً).المرأة التي تختار اللولب الواقي داخل الرحم أو الوسائل الهرمونية المزروعة تكون أكبر سناً ولديها تأمين صحي عام وتكون قد أنجبت أطفالاً أكثر من المرأة التي تختار وسائل منع الحمل الأخرى. المرأة التي تختار الأقراص أو الرقعة أو الحلقة يكون لديها تأمين صحي خاص ولا تكون قد أنجبت الأطفال في السابق.
 
يوضح وينر: (إذا توافرت أدوية أكثر فاعلية بعشرين مرة للسرطان أو أمراض القلب أو السكري، كنا لنوصي بها أولاً. يمكن أن تؤدي حالات الحمل غير المقصود إلى آثار سلبية على صحة المرأة وثقافتها وعلى صحة المواليد الجدد).
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى