هل يمكن التنبؤ بسهولة الولادة أم عسرها؟

بحسب الاحصائيات، وقد ارتفع معدل عمليات الولادة القيصرية (غيرالاختيارية) بنحو %50 خلال 30 عاما الماضية. ويرغب العلماء في تفسير سبب مشاكل الكثيرات والمضاعفات اثناء الولادة وحاجتهن الى العملية القيصرية. لذا، يعكف فريق بحث تابع لمركز (نحو ولادة أفضل) في مستشفى ليفربول البريطاني على دراسة فسيولوجيا وديناميكية عمل الرحم اثناء فترة الحمل والولادة، وتفسير اسباب المشكلات التي تواجه الأمهات أثناء المخاض والولادة.

 فمعرفة كيفية عمل الرحم ستساعد الاطباء على تحديد الحوامل الاكثر احتمالا وخطرا للولادة المبكرة، الاجهاض، الوفاة عند الولادة، عسر الولادة وغيرها من مضاعفات صحية. 

 

حمض لبني يحدد نجاح العملية

وقد توصل الباحثون الى اكتشاف ارتباط مستوى حمض لبني يوجد في الرحم والدم مع مدى نجاح الولادة الطبيعية. حيث وجد ان زيادة تركيزه تقرن مع تعسر الحمل، والعكس صحيح. وتركز الابحاث ايضا على تحديد الاختلاف الفسيولوجي والوظيفي ما بين رحم الأم الحامل بالتوائم مقارنة بالتي تحمل جنينا واحدا، وذلك لتحديد سبب ارتفاع نسبة هذا الحمض اللبني بين اللاتي يحملن توأما وعرضتهن للمخاض المبكر أي قبل مرور 37 أسبوعا على الحمل. ويعتقد او يؤمل ان تؤدي هذه الابحاث إلى تطوير عقاقير جديدة تتحكم في تركيز هذا الحمض اللبني، وذلك بهدف منع بوادر المخاض المبكر، وتقليص عدد المولودين قبل الأوان. 

 

صدمة الولادة

بينت (جمعية صدمة الولادة) البريطانية أن تعسر الولادة هو سبب اصابة عشرة آلاف امرأة سنويا باضطراب ما بعد الصدمة. مما يدل على ان تجربة السيدة للولادة قد تصبح من الذكريات المخيفة والمرعبة والصادمة ان لم يتم التحكم فيها والتعامل معها بشكل طبي مناسب ومبكر. وتقول د. سوزان راي، مديرة المركز : (يمر العديد من النساء بأوقات عصيبة أثناء الولادة. ويؤمل بان يقل ذلك مستقبلا مع زيادة فهمنا لفسيولوجيا الرحم وكيفية تنظيم انقباضاته ومضاعفاته.

 

فهذه المعرفة ستمكن المسعفين من استخدام أساليب جديدة لمساعدة اللاتي لا يمضي مخاضهن كما ينبغي، كما ستستخدم كمتنبئ جيد لتحدي متى ستكون الولادة صعبة، ومن الاكثر خطرا للولادة المبكرة والمضاعفات الاخرى). 

 

من جانب آخر، أوضحت د. مورين تريدويل من جمعية صدمة الولادة: (التشجيع على خوض المرأة لتجربة الولادة الطبيعية قد لا يكون مجديا او مناسبا لكل الحالات. فالعملية القيصرية قد تكون ضرورة لإنقاذ حياة الام والجنين في كثير من الاحيان. ومن خلال رصد ضربات قلب الجنين اثناء المخاض يمكن التعرف على الحالات المحتاجة الى إجراء عملية ولادة قيصرية عاجلة).